سيدة السرد القصصي من كتاب هجوم الغربان .. بقلم /محمد ابراهيم الشقيفي

 

بدأ بصيص الأمل يغزو فكر القارئ بعد أن أوشك بنك المعرفة على إشهار إفلاسه بين ضجيج الأقلام وحالة الزخم الثوري وإراقة دماء التحضر الفكري وقتل الأحلام .

إن رشيد الذهن يتعمق المعني اللفظي يتنقل بين الفواصل والعلامات دون أن ينتزع من بين فكي الحديث المقصد من وراء تلك العبارات يتروى حتى لا يجهض جنين الفكر من رحم التدبر دون عودة إلى التعافي .

من دموع تنهمر إلى فرح يغمر الوجدان و من ذهن شارد إلى فكر مكتمل البنيان نقف جميعاً فى تأمل حين يسرد المبدع تفاصيل الواقع بصورة ملائمة تطنب سيدة السرد القصصي الأفئدة دون مزايدة على أحداث القصة كل ذلك فى جو معتدل عقلاني رغم أن الهامش المطول على جانبي الأوراق فى أغلبه وحي من خيال المؤلف دون إملاء أو توجيه أو دعوة لاتخاذ قرار.

القلم الخشبي ذو الطلاء الأصفر الصغير دائماً يعبث رسائل حرفية منقطة غير منقطعة البث إلى ذهن القارئ يرسم الحرف بلون مختلف فى جوهره بمداد أسود على صدارة صفحات الأغلفة يصور لنا الخوف وهو يلتهم القلوب فى مشهد نقاشي مركبة مصحوبة بالألم المعنوي يشكل صورة تمكث أعوام فى ذاكرة وجدان المتابع .

الأداء المؤثر والقلادة الساحرة هما تميمة الحظ حين يجتمعان مع الفكر الاحترافي تحت مظلة كاتب وأديب متميز مع نظرة فهم صحيح من قبل المجتمع . حالة من الفكر المكتمل ويد تغازل بالكلمات غير المرتعشة كل معتدل لا تزوروا مفردات المعاجم حتى لا تموت الفكرة فى الاحشاء ويضيع الجوهر هباء .

و فى ظل طفرة الذكاء المهني تنقل إلينا الأحداث فى سلاسة وسرعة تضاهي صدى الصوت يجسد معها الواقع العملي على خشبة صغيرة تتطاير في زواياها رؤية المتمكن من فصل إلى آخر دون أن نصل فى كراهة إلى حالة من الملل .

الحياة غير مصنفة والكلمات غير المنمقة أوشكت جراحها على الإنفجار تلك جملة رنانة بعيدة المدى تأثيرها قطعى غير ظني الدلالة سحقاً لمن ينتزع عرش القمة من فوق التبة العالية دون أن يفكر في إيجاد حل للغز المفقود .

خذ نفساً عميقاً ثم أعبر به الطريق من درب أخر حاول جاهدا أن تحلل رؤية المبدع اجتاز بفكرك الراقي عنصر الحقيقة فى تصويره بلاغة العمق الدفاعي للواقع .

يتذوق الكاتب قطعة من حلوي الشكولاته البيضاء ثم يجعلنا نواجه متعة التخيل نسبح طواعية فى ركاب التجربة المتفردة بعيداً عن مهب الريح .

قسوة بلا هوادة لا مجال معها لالتقاط الأنفاس حين يجسد الرعب عارياً بعد أن كشفت المصادر عن عوار فى القيم الأدبية والأخلاق الفاضلة.

السرد القصصي ملحمة فكرية مخيلة خاصة تصنع علامة فارقة ترقي بالوعي فى جوهره حين تبدع الكلمة في التعبير الحركي بتغيير النقاط من هنا تكون البداية نجد ضالة البلاغة فى عمق التفاصيل .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى