الجسر الواصل بين الفواصل .. الكاتب/ محمد إبراهيم الشقيفى

وجود التنوع في حيز الاختلاف شبه المطلق، جعل سنة البحث عن الثقافات أمر محقق ، استوجب الأمر بكل موضوعية وإنصاف أن لا نسلك نهج تجنيس الأدب وأن نتحد ونندمج ، فمن ساقوا لنا بيان المصادر كانوا على متن سفينة واحدة ، تجدر بنا الإشارة ولفت الإنتباه إلى اللغة الواحدة التي يتقنها كل مبدع مهما اختلفت الطبيعة الجغرافية والتاريخية للمكان ، الثقافة هي أم للمعارف التي ولدت من رحم مفاهيم الحضارات .
إن العالم الدائر في حلقات شبه متباينة يحتاج إلى تشييد جسر يمنع القطع ، يسد ثغرة الفصل بين حقيقة الماضي والتطلعات المستقبلية، يربط أواصر الفكر المعلق ، لاسيما وقد دعت الحاجة إلى التزود تدريجياً بوقود المعرفة للارتقاء والتواصل بين المتشابهات، التي نجزم بحتميتها الوجودية ،
إن إعادة هيكلة الفكر المتطرف إلى نصابه الصحيح وتعديل مساره من جديد يستوجب معالجة القصور في عالمنا الحاضر عبر الاستثمار في ثقافة الإنسان ، لظهور التشابك المعرفي دون إحداث خلل .
عملية دمج الثقافة والفنون لإشباع النفس بمذاق القيم وهذا أمر لا يتحقق إلا بإقبال الأجيال الشابة على الإنتاج الأدبي لزيادة الرقعة المعرفية داخل مكنة وجدان الحس و زيادة القدرة الاستيعابية لذاكرة العقل الباطن ، هناك مفاهيم تحتاج إلى تصويب لأجل إيقاظ النفس من غفلة التنكيل بالمهارات ،و للتعليم دور فى خلق بيئة مناسبة للاستفادة من جسر الوصل المنشأ ،لمحاربة محاور الشر والتطرف ، لقد نادي الأدباء بعالمية الثقافة بنظرة موضوعية، عالجوا القضايا الشائكة بأعمالهم الروائية ، حلقوا مثل الفراشة التي تتلون حسب طيف الروائع .
رفرفت أفكار العرب من قلب المملكة العربية السعودية على يد انموذجا مثل الروائية الكبيرة السيدة/ نبيلة حسني سعيد محجوب ، التي وصلت إلى درب العالمية عبر مشاركتها في برنامج الزائر الدولي بامريكا ٢٠٠٢م و مشاركتها في الانتخابات الأمريكية ٢٠٠٨، لقد منحها القارئ لقب الجسر الواصل بين الفواصل ، كتابة الرأي لها صدى يزلزل ضلوع الصدر ، تنبني قضايا المرأة صارمة فى دروب الحق ، أيقنت فى ظل اختلال بوصلة الأخلاق المعطلة عند بعض الفارين ، أنه قد آن الأوان أن تنادي على التائهين من فوق منبر الهيبة ، أسست صالون الكلمة لتعبر عن وجهه نظرها الحره دون عنصرية ، لقد تربت على الضبط والربط فى بيت مرتب يشبه فى شكله المحكم الثكنة العسكرية ، اهتم والدها الذي كان يعمل في الطائف بالتعليم ، بدأت رحلتها كباقي الفتيات فى الكتاب بحفظ القرآن الكريم ، إنها الشاعرة المستنيرة المثقفة التي بدأت بكتابة الشعر والقراءة لعميد الأدب العربي الدكتور/طه حسين ، صاحبة وجهة النظر لكل القضايا الشائكة ، من أروع مبادئها أبحث عن مجتمع يليق ، لقد اختيرت بجدارة ضمن 100 شخصية سعودية مؤثرة عام 2017 ، و تعد الكاتبة السعودية والعضو المنتسب باتحاد الكتاب المصري من أبرز الروافد الأدبية التي تصب في نهر الثقافات المختلفة دون تجنيس الأدب كتبت بفصاحة البيان أربع روايات وهى تمكث بعيدة عن موطنها ، ومن أبرزها بين مطارين و محور الشر ، تنفرد عضو جمعية الأدب بالمملكة العربية السعودية بأسلوبها الأمثل فى التعبير ، بما لديها من مخزون معرفي ضخم ، فبعض أفكاره مستوحاة من الواقع التراثي والآخر مغزول من وحى الخيال الحسي ، شجعتها فطرتها على فكرة الدمج و ضخ أفكار فريدة طافت بها شوارع الإبداع وهي تريدي على صدرها قلادة الحظ ، ظهر ت رواية ممرات الريح عام 2019 وكأنها تعانق ناطحات الجمال فى سماء صافية ،
ضربت الكاتبة انموذجا رائع يحتذى به وهى تجوب الفضاء بجناحي طائر يقود سرب يؤرخ إلى فكرة استقرار المجتمعات والأمم وهي تتصدي بأسلوب السهل الممتنع للأفكار المنحرفة ،جسدت الفكر الوسطي المعتدل ، وقدمت قراءات فكرية للعديد من الروائين ، فقدمت قراءة لرواية الأديبة أمل شطا الحب دائماً في رواق بكة.
لقد أطلقت دعوة لتضافر الجهود عبر كلماتها المؤثرة فى زاويتها الأسبوعية وجهة نظر بجريدة المدينة السعودية ، أبرزت أن الإعلام والأسرة شريكان أساسيان فى تعديل سلوك الفرد ذات الميول المتطرفة لسلامة المجتمع ، الكاتبة المفوهة التي شغلت عضو مجلس إدارة الجمعية الأولى بجدة تعد إحدى رائدات الثقافة فى العالم العربى ، تدين بالفضل لوالدها الذي أنهي عمله بالطائف ليمكنها من الدراسة بمكة بعد أن رسخ فى عقيدتها أن الثقافة والفنون مصدراً لتنمية الحس والوجدان فقدمت ورشة عمل لتنمية الحس الأدبي لجماعة الموهوبات في مكة المكرمة وأخرى عن الدراما الإذاعية في مركز إذاعة جدة ، تلك الأفكار المنبثقة عن فكر الكاتبة الكبيرة وضعت حجر الأساس لسد ذريعة الجهل للسيدات في أنحاء المعمورة، لقد شعرت عضو الجمعية العمومية في النادي الأدبي الثقافي بجدة بالفخر ، وهى تحمل راية الوفاء تكريماً لصاحب الفضل على الكثير من الفتيات بمكة المكرمة خلدت ذكرى رحيل السيد/ عمر عبدالجبار الذي أسس مدرسة لتعليمهم كناية عن رغبته في توجيه الشباب نحو الإقبال على الزواج من فتيات المملكة ، وبادرت لاستكمال رسالته و قدمت ورقة عمل عن المرأة ذات الروافد الثقافية، في مؤتمر الأديبات السعوديات المنظم من قبل القنصلية الأمريكية بجدة ، مواقفها ثابتة ومؤثرة إنها صاحبة الكلمات الرنانة والعبارة ذات المصداقية إن اكتشاف المواهب مبكراً سيظهر مواهب فذة يمكن الأمة من تأسيس جيل قادم من العظماء ، لقد اثنت مؤسس مندى الشابات عام 2001 على دور وزارة الثقافة وسعيها باتجاه الاستثمار الحقيقي نحو قلعة الحصن المنيع للمعرفة وهو عقل الإنسان ، لقد اهتمت كثيراً بقضايا المرأة ، مثل العنوسة وتكافؤ النسب وزيادة ، كما اهتمت عبر البوابات الإعلامية والبرامج التليفزيونية ، بكيفية إقبال الشباب على الإنتاج الأدبي لإحداث التوازن المناخي المطلوب لعدم اختلال كفتي المعادلة ، دافعت دون تمييز عن حقوق المرأة والفرد ، ناقشت خلال مقالاتها فساد المؤسسات ، وتناولت بحيادية موضوع البطاقة الشخصية للمرأة السعودية وهي من القضايا الحيوية ذات الخصوصية