مبادرة الكتاتيب في مصر تثير نقاشًا حادًا بين التأييد والرفض

أثارت خطة وزارة الأوقاف المصرية لإعادة إحياء الكتاتيب التقليدية جدلًا واسعًا بين مؤيدين يرون فيها فرصة للحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز القيم الدينية، ومعارضين يرون أنها قد تعيق تطور التعليم وتحد من مواكبة العصر.
وبدأت المبادرة التي أطلقتها وزارة الأوقاف في ديسمبر 2024 من قرية كفر الشيخ شحاته بمحافظة المنوفية، وتهدف إلى تعليم الأطفال أساسيات القرآن الكريم، اللغة العربية، وبعض مبادئ الرياضيات عبر منهج وسطي أزهري، وتخطط الوزارة لتوسيع هذه التجربة لتشمل آلاف المراكز على مستوى البلاد.
كما يشددون المؤيدون على أن الكتاتيب لعبت دورًا مهمًا في تشكيل الأجيال السابقة من خلال ترسيخ هويتهم الدينية والثقافية، ويرون في المبادرة إعادة لإحياء هذا الدور الحيوي.
ومن جانبهم، يؤكد بعض الدعاة وقراء القرآن أن العودة إلى الكتاتيب ستسهم في تنشئة جيل ملتزم بقيم القرآن الكريم واللغة العربية.
وأما المنتقدون فيعتبرون أن إعادة الكتاتيب قد تمثل خطوة إلى الوراء في ظل التطورات التكنولوجية والتعليمية الحديثة، مشيرين إلى ضرورة توفير تعليم عصري يتماشى مع متطلبات العصر ويُعزز مهارات الأطفال بشكل شامل.
كما أشار بعض النقاد إلى أن التركيز يجب أن يكون على تلبية الاحتياجات الأساسية للأطفال في التعليم والرعاية الصحية بدلًا من التمسك بالنماذج التقليدية فقط.
يبقى النقاش محتدمًا حول كيف يمكن المزج بين المحافظة على التراث والقيم وبين تحديث النظام التعليمي ليواكب تحديات المستقبل.
بقلم: أماني يحيي