حين ينهار القائد ويتدلّل التابع .. بقلم الكاتب/ احمد حسن

تنويه

 هذا المقال لا يهاجم المرأة كجنس، بل يقدّم تحليلًا نقديًا لسلوكيات ناتجة عن خطاب أنثوي مفرط في الدلال، ويسعى لفهم توازن الأدوار داخل الحياة الزوجية.

حين يتنازل الرجل عن دوره الطبيعي كقائد في بيته، لا تتأخر الفوضى في الدخول من أوسع أبواب العلاقة. فليست المشكلة أن تُظهر المرأة رأيًا، بل أن يتحوّل هذا الرأي إلى راية، وأن يرفع الرجل راية الاستسلام باسم “المشاركة”، فتُداس قوامته تحت أقدام شعارات مستوردة.

كثيرون لا يدركون أن المرأة لا تحتقر زوجها فجأة، بل بالتدريج. خطوة بعد خطوة، تبدأ بإعادة تعريف معنى “الاحترام” وفق مزاجها، وتعيد صياغة “الطاعة” بمعايير السوق لا بمعايير الشراكة. 

ومع الوقت، ترى أن ضعف الرجل أمام رغباتها ليس حُبًا بل خواء، وتفسّر تسامحه عجزًا، وتفسّر صمته ذُلًا، ثم لا تلبث أن تهجر فراشه بقائمة جاهزة من الأعذار.

تارةً هي مريضة، وتارةً أخرى مرهقة، وتارةً ثالثة “مش جاهزة نفسيًا”. لكن الحقيقة أن النفور لم يكن من العلاقة، بل ممن فقد ملامح الرجولة داخل العلاقة.

بعض النساء وهن كثيرات في زمن الخطاب المُدلل لا يحتجن رجلًا يدفع الفواتير، بل رجلًا يعرف متى يقول “لا”، ومتى يفرض حضوره، 

ومتى يرفع صوته ليسيطر، لا ليُرضي. هنّ لا يبحثن عن محفظة تمشي على قدمين، بل عن حضور رجولي لا يتنازل عن القيادة حتى وهو يُحب.

تلك التي تتأفف من طاعة زوجها، نراها تطيع عشيقًا منحرفًا بكل رضا. تسير خلفه دون شروط، تهرول إليه وهو لا يملك بيتًا ولا هدفًا، فقط لأنه يفرض نفسه ولا يتفاوض على هيبته.

إن النساء لا يعشقن الرجل الضعيف حتى لو كتب لهن الشعر، ولا يحترمن من يستمد قراراته منهنّ، مهما ادّعين العكس. بل في أعماق الوعي الأنثوي، لا مكان لرجل لا يقود، ولا شوق لرجل لا يُنهى ولا يأمر.

الرجل الذي يسترضي زوجته بالتنازلات، يحفر قبر رجولته بيديه. وحين تتسلل الخيانة من نافذة التمرد، لا يلومنّ إلا نفسه؛ فقد سلّم مفاتيح الهيبة لمن لا تعرف كيف تحملها، ثم تفاجأ أنها أغلقت الباب خلفه.

لذلك أيها الرجل، كن حليمًا لا ضعيفًا، وكن كريمًا لا تابعًا. كن حاضرًا بقوتك لا غائبًا برِضاك. لا تُسلم دفة القيادة في منزلك، فالأنوثة المدللة لا تُجيد التوازن حين تُترك بلا ضابط، وتتحول من زهرة إلى شوكة حين تفتقد من يسقيها برجولة لا بخضوع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى