ولادة النصر من رحم الاستعباد بقلم الكاتبة والأديبه سميرةحمود

العنوان “ولادة النصر من رحم الاستعباد“
إلى الأطفال الذين ولدوا تحت الأنقاض،
ورأوا الدم أول لون، لا الحليب،
إلى من كانت مهودهم ركامًا،
وألعابهم شظايا،
إلى من لم يعرفوا صدر أم،
بل تعلموا أن يحتضنوا الخوف قبل الطمأنينة،
إليكم يا شهداء الطفولة الأحياء،
يا من نزفتم وأنتم لا تعرفون معنى النزف…
أنتم الندبة في ضمير هذا العالم،
والنور القادم من أعمق ظلمة.”
إلى المسن الذي أكل التعب من عظامه، وما زال قلبه ينبض بذكر الله..
إلى النساء المعذَّبات تحت نير القهر وحقارة الاستعمار، إلى من سُلبت آدميّتهن ، إلى من حُملت أجسادهن كل أوزار القهر، وكُتم أنينهن خلف جدران الصمت،
إليكن يا وجع الأرض، ويا شاهدات الظلم بصبر الأنبياء…
إلى الإنسانية إن بقي منها نبض ..
آن لهذا الظلم أن ينكسر ..
نحن لا نُخاطبكم اليوم لنبكي،
بل لنوقظ فيكم ما دفنوه عمدًا…
استيقظوا، فقد آن أوان النور.
آن لوجعكم أن يتحوّل نارًا تنير الدرب، لا تحرقه،
آن لدموعكم أن تصبح سيفًا، لا عجزًا.
آن لقلوبكم أن تتوحد، فالتوحيد هو بداية النصر.
ان الله… لا ينسى.
ووعده حق.
فاستقبلوا النور،
وانهضوا… فقد اقترب الموعد.”
ايها الارواح التى طال استنزافها في عتمه الظلم افتحوا نوافذكم فالنور بشغف مصافحتكم بعد طول انتظار..
مهما داسك الطغيان، وتآمرت عليك الأنظمة والأكاذيب، والقهر والاستعباد
ستنهضين من تحت الرماد،
لأن نور العدل لا يُطفأ،
والضمير الإنساني وإن خمد… لا يموت.
ان الله يقودكم من ظلام الى بصيره
من عجزا الى قوة
من فناء الى سرا لا يحكى
من هزيمة الى انتصار
من وقوع الى شموخ برايا الله
تضامنوا تضمنوا العدل ، تكاتفوا تضمنوا القوة ، ترابطوا تحققوا النصر ، اجعلوا قلوبكم قلب واحد ، وايدا واحدة ضد الظلم والاستعباد ، لا تفرقوا حتى تنالوا الرحمه الكبرى من الله تعالى..
اليوم ليس مجرد يوم…
إنه ميلاد عهد، ووعد سماوي
بأن الليل قد اكتمل، وأن فجر العدل قد تنفّس.
اليوم وُلد النور من رحم الألم،
وارتفعت راية الحق، رغم كل قيد وظلم.
هو وعد من الله… بأن للحق يومًا،
وأن الطغيان مهما استكبر،
فمصيره الانكسار أمام نور الحقيقة العظيمة.”
قال تعالى: سورة إبراهيم الايه( ٤٢)
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ”
“لن يضيع صبركم سُدى،
فما كان لله… يبقى، وما عند الله لا يُخذل.
عند الله كل شيء بميعاد، وكل دمعة تُوزن بمقدار.
فاستقبلوا الفجر بقلب الواثق، وهلّلوا بنشيد النصر،
أنتم الآن في أول الطريق نحو الانتصار،
وقد بدأ الميزان السماوي يُعدّل كفّتيه…
فاصبروا، إن وعد الله حق.”
قال تعالى:سورة القصص (٥)
وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ”
إلى كل لسانٍ نطق بالعربية،
وإلى كل قلبٍ خفق بـ (لا إله إلا الله)
اتحدوا عليها، فهي الكلمة التي بها نُبعث، وبها ننجو، وبها ننتصر.
دعوا خلافاتكم جانبًا،
فكمال النص لا يعلو على كمال التوحيد.
نحن أمة اجتمعت على الله،
إن وحدتكم في توحيدكم،
فاذكروا الله ذكرًا كثيرًا…
وتقدموا، فأنتم في حضرة الإله الواحد، لا الطوائف.”
السماء تنادى والبحر يثور والرمال تتحرك والشمس تهلل والقمر يبتهج لاستقبال عهد جديد ، والجبال تكبر “الله اكبر” وترفع راية الحق ..
قال تعالى:سوره الحج (٣٩)
“أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ”
إن وعد الله آتٍ، على كل صهيونى حقير
وسيذل كل مغتصب، ويكسر ظهر كل ظالم،
سيرى العالم حقارتكم ايها الصهاينة في أبشع صورها…
ستزلزل الأرض من تحت أقدامهم النجسة،
ولن يغمض لكم جفن بعد اليوم.
لكن…
لن يكون النصر إلا بوحدة الصف،
فلنُسكت أصوات الخلاف،
ولنُعلي صوت التوحيد.
لن يُسمع لهم صوت بعد اليوم…
ولكنه – وأكررها – لن يكون إلا إن توحدتم.”
كونوا قلبا واحدا على التوحيد “لا اله الا الله”
قولا وفعلا ليتحقق النصر بأذن الله ..
قال تعالى:سورة الشعراء(٢٢٧)
“إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ۗ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ”
دعاء من القلب :
“اللهم إنك ترى ولا نرى، وتعلم ولا نعلم، وأنت الحكم العدل، فانصرنا على من ظلمنا، وأرنا فيه عجائب قدرتك يا قوي يا جبار، إنك على كل شيء قدير.”
امين….