تاريخ الجيش المصرى : للكاتبة تهانى ابو العلاTahani Aboueaala

اعداد : الكاتبة تهانى ابو العلا
الجيش المصري، هو أكبر جيش في الشرق تأسس الجيش المصري الحديث في عهد محمد علي باشا (1805-1849)، والذي يعتبر “مؤسس مصر الحديثة”. من أبرز الاشتباكات التي خاضها الجيش المصري في القرن العشرين خمسة حروب مع إسرائيل (عام 1948، 1956، 1967، 1967-1970، و1973)، واحدة منها، أزمة السويس عام 1956، والتي شهدت أيضاً قتال الجيش المصري مع الجيوش البريطانية، وفرنسا. كما قاتل الجيش المصري في حرب اليمن، والحرب المصرية الليبية في يوليو 1977. وأحدث مشاركات الجيش المصري عملية عاصفة الصحراء، لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991، حيث كان الجيش المصري ثاني أكبر الجيوش المشاركة ضمن قوات التحالف.
والجيش المصرى هو أقدم جيش عرفته البشرية وقد كان ذلك بعد توحيد الملك نعرمر لمصر حوالى عام 3200ق.م، فقبل ذلك العام كان لكل إقليم من الأقاليم المصرية جيش خاص به يحميه، ولكن بعد حرب التوحيد المصرية أصبح لمصر جيش موحد تحت إمرة ملك مصر، وقد كان الجيش المصرى أقوى جيش في العالم كله و بفضله أنشأ المصريون أول إمبراطورية في العالم وهي الإمبراطورية المصرية الممتدة من تركيا شمالاً إلى الصومال جنوباً ومن العراق شرقاً إلى ليبيا غرباً، وقد كان ذلك هو العصر الذهبى للجيش المصرى. كان المصريون هم دائماً العنصر الأساسى في الجيش المصرى ولكن بعد إنشاء الإمبراطورية المصرية دخل في الجيش المصرى بعض العناصر النوبية والأمازيغية (خاصةً الليبية منها). و قد كان الجيش المصرى يتكون من الجيش البرى (المشاة و العربات التى تجرها الخيول و الرماحين و جنود الحراب و الأفرع الأخرى) والأسطول الذى كان يحمى سواحل مصر البحرية كلها إضافة إلى نهر النيل. و مازلت بعض الخطط الحربية المصرية القديمة تُدَرَّس في أكاديميات العالم و مصر العسكرية. و قد قدمت العسكرية المصرية القديمة العديد من القواد العظماء و كان أنبغ هذه العقول العسكرية هو الإمبراطور (تحتمس الثالث) أول إمبراطور في التاريخ و هو الذى أنشأ الإمبراطورية المصرية و في رصيده العديد من المعارك و الحروب, أشهرها معركة مجدو التى مازالت تُدرَّس حتى اليوم. و منذ إحتلال الفرس لمصر لم يدخل المصريون الجيش مخافة ثورتهم على المحتلين إلا في عهد الدولة الإسلامية[بحاجة لمصدر] لأن الخلفاء أخذوا بحديث الرسول عليه الصلاة و السلام: (إذا فتح الله عليكم مصر فإتخذوا فيها جنداً كثيرا فإنهم خير أجناد الأرض و هم في رباط إلى يوم الدين), و قد حرر الجيش المصرى مدينة القدس من أيدى الصليبيين في واحدة من المعارك التاريخية على مر العصور و بالإضافة إلى ذلك لعب الجيش المصرى الدور الأعظم في هزيمة المغول الذين دمروا الدولة الإسلامية العباسة و إمبراطورية الصين و دولة روسيا و دخلوا قارة أوروبا حتى وصلوا إلى بولندا في قلب أوروبا. ثم تأسس الجيش المصرى الحديث ابان حكم محمد علي باشا الذى يعتبر مؤسس مصر الحديثة حيث كون جيشامن المصريين لأول مرة بعد عصور طويلة ظل الجيش حكرا على غير المصريين وخاصة المماليك.
تحت حكم أسرة محمد علي
إن الجيش هو الدعامة الأولى التي شاد عليها محمد علي كيان مصر المستقلة، ولولاه لما تكونت الدولة المصرية ولا تحقق استقلالها، وهو الذي كفل هذا الاستقلال وصانه نيفا وستين سنة، فلا غرو ان خصه محمد علي باعظم قسط من عنايته ومضاء عزيمته، وليس في منشات محمد علي ما نال عنايته مثل الجيش المصري، ويكفيك دليلا على مبلغ تلك العناية ان منشاته الاخرى متفرعة منه، والفكرة في تاسيسها أو استحداثها انما هي استكمال حاجات الجيش، فهو الأصل وهي التبع. فتقرير محمد علي باشا انشاء مدرسة الطب مثلا يرجع في الاصل الى تخريج الاطباء الذين يحتاج اليهم الجيش، وكذلك دور الصناعة ومصانع الغزل والنسيج، كان غرضه الاول منها توفير حاجات الجيش والجنود من السلاح والذخيرة والكساء، واقتضى اعداد الاماكن اللازمة لاقامة الجنود بناء الثكنات والمعسكرات والمستشفيات، واستلزم تخريج الضباط انشاء المدارس الحربية على اختلاف انواعها، وكذلك المدارس الملكية كان الغرض الاول منها تثقيف التلاميذ لاعدادهم على الاخص لان يكونوا ضباطا ومهندسين، وارسال البعثات الى اوروبا كان الغرض الاول منه توفير العدد الكافي من الضباط ومن الاساتذة والعلماء والمهندسين ممن يتصلون عن بعد او قرب بالاداة الحربية، صحيح ان هذه المنشات وغيرها كان لها اغراض عمرانية اخرى، لكن خدمة الجيش كانت اول ما فكر فيه محمد علي.
فالجيش اذن فضلا عن مهمته الاول من الدفاع عن استقلال البلاد كان اداة لتقدم العمران في مصر، فهو من هذه الوجهة من اجل اعمال محمد علي باشا.[2]
وكل ما بذل من الجهود والنفقات في سبيله قد اصاب حقه وموضعه، فلم يكن عبثا ولم يضع سدى، اذ من المحقق انه لولا قوة هذا الجيش لضاع الاستقلال الذي نالته مصر في عهده، ولاستردت تركيا امتيازاتها القديمة في البلاد واتخذتها ولاية تحكمها مباشرة كما تحكم سائر ولايات السلطنة العثمانية، او لاحتلتها انجلترا بجيوشها عندما البت عليها الدول الاوروبية وجردت عليها قواتها البحرية والبرية في سورية وعلى السواحل المصرية ، ولو لم يكن هذا الجيش متاهبا للقتال ذائدا عن الوطن لاستطاعت انجلترا ان ترمي الكنانة بجنودها، ولاحتلتها كما فعلت سنة 1882، حين لم يكن ثمة جيش ولا دفاع، ولا معاقل لحماية الذمار.[3]
مشروع تأسيس الجيش النظامي
اخذ محمد علي باشا يؤسس الجيش المصري النظامي منذ سنة 1820، وكان الجيش قبل ذلك العهد اخلاطا من العناصر المفوطرة على التمرد والفوضى يطلق عليهم لفظة باشبوزق اي الجنود غير النظاميين، ومثل هذا الجيش لم يكن جديرا بالاعتماد عليه في رفع هيبة مصر والدفاع عن كيانها وتوسيع حدودها، لذلك ما فتئ محمد علي منذ تبوا عرش مصر يفكر في انشاء جيش على النظام الجديد.
ولكن الظروف لم تكن تواتيه ، فكان يؤجل انفاذ فكرته الى ان تحين الفرسة المناسبة، وقد لاقى صعوبات كبيرة في تحقيقها، لان الجنود غير النظاميين الذين كان يتالف منهم الجيش القديم كانوا معتادين الفوضى والعصيان، ويكرهون كل نظام.
المحاولة الاولى لتنفيذ المشروع واخفاقها
وقد حاول لاول مرة انفاذ فكرته سنة 1815 بعد عودته من حرب الوهابيين، ولكن هذه المحاولة اخفقت وكادت تودي بمركزه لولا ان عدل عنها وارجاها الى وقت اخر.
ذلك انه لما عاد من الحجاز امر بتدريب فرقة من جنود ابنه اسماعيل باشا على النظام الحديث، وذهب هو لهذا الغرض الى بولاق (اغسطس سنة 1815) واعلن رغبته في ادخال النظام الجديد في صفوفهم، وصارحهم بان من لم يذعن لهذا النظام يعاقب على تمرده، ولما عاد الى شبرا تذمر الجند من هذه الاوامر وارجفوا بها، فانتهز بعض رؤسائهم هذه الفرصة لياتمروابمحمد علي، ويسعوا في خلعه، وكادت تفلح المؤامرة لولا ان القوم افضوا باتفاقهم الى عابدين بك احد رؤساء الارناءود وكان قد عاد من الحجاز مريضا، فتوسم فيه المتامرون الموافقة على مؤامرتهم واجمعوا على ان يهاجموا ممد علي في قصره بالازبكية، فافضى عابدين بك الى محمد علي بهذا السر، فبارح قصره وذهب الى القلعة في منتصف الليل، ودخلها من طريق باب الجبل، وبالرغم من ذلك توافى المتمردون الى ميدان الازبكية وتبادلوا وحرس السراي اطلاق الرصاص، فوقعت فتنة تشبه فتنة الجند سنة 1807، غير انها كانت اوسع مدى واعظم خطرا، فلما لم يجدوا بغيتهم ذهبوا الى ميدان الرميلة.. ومن هناك انحطوا على الاسواق ينهبون ويسلبون (3 أغسطس سنة 1815) ، وقد تذرع محمد علي بالحزم والحكمة في معالجة هذه الفتنة حتى اخمدها، وارجا النظام الجديد في الجيش الى وقت حتى يهيئ له وسائله ويبتغي ذرائعه.
رواية الجبرتي
ذكر الجبرتي نبا محاولة محمد علي ادخال النظام الجديد في الجيش في رواية طويلة نوردها لما فيها من تاييد لما قلناه، وتفصيل لما اجملناه، قال في حوادث 25 شعبان سنة 1230 (3 أغسطس سنة 1815):
“أمر الباشا جميع العساكر بالخروج الى الميدان لعمل التعليم والرماحة خارج باب النصر حيث قبة العزب، فخرجوا من ثلث الليل الاخير، واخذوا في الرماحة، والبندقة المتواصلة ذلك رجعوا داخلية الى المدينة في كبكبة عظيمة، حتى زحموا الطرق بخيولهم من كل ناحية، وداسوا أشخاصا من الناس بخيولهم، بل وحميرا أيضا، واشيع ان الباشا قصده احصاء العسكر وترتيبهم على النظام الجديد واوضاع الافرنج، ويلبسهم الملابس المقطمة، ويغير شكلهم، وركب في ثاني يوم الى بولاق وجمع عساكر ابنه اسماعيل باشا وصفهم على الطريقة المعروفة بالنظام الجديد، وعرفهم قصده، وفعل ذلك بجميع العساكر، ومن ابى ذلك قابله بالضرب والكرد والنفي بعد سلبه حتى ثيابه، ثم ركب من بولاق وذهب الى شبرا، وحصل في العسكر قلقة ولغط، وتناجو فيما بينهم، وتفرق الكثير منهم عن مخاديمهم واكابرهم، ووافقهم على النفور بعض اعيانهم، واتفقوا على غدر الباشا، ثم ان الباشا ركب من قصر شبرا وحضر الى بيت الازبكية ليلة الجمعة ثامن عشرينه، وقد اجتمع عند عابدين باشا بك يداره جماعة من اكابرهم في وليمة وفيهم حجوا بك وعبد الله اغا صاري، وحسن اغا الازرجانلي، فتفاوضوا بينهم في امر الباشا وما هو شارع فيه، واتفقوا على الهجوم على داره بالازبكية في الفجر، ثم ان عابدين بك غافلهم وتركهم في انسهم، وخرج متنكرا مسرعا الى الباشا، واخبره ورجع الى اصحابه، فاسرع الباشا في الحال الى الركوب في سادس ساعة من الليل، وطلب عساكر طاهر باشا فركبوا معه، واحاط المنزل بالعساكر، ثم اخلف الطريق وذهب الى ناحية الناصرية ومرمى الشباب، وصعد الى القلعة، وتبعه من يثق به من العساكر، وانحزم امر المتوافقين، ولم يسعهد الرجوع عن عزيمتهم، فساروا الى بيت الباشا يريدون نهبن، فمانعهم المرابطون وتضاربوا بالرصاص والبنادق وقتل بنيهم اشخاص ولم ينالوا غرضا فساروا الى ناحية القلعة واجتمعوا بالرميلة وقراديمان“.
ثم ذكر الجبرتي تفاصيل تمرد الجند وانسيابهم في الاسواق ونهبهم الدكاكين والمتاجر واحداثهم من الشغب والاعتداء على اموال الناس وبضائعهم واخلالهم بالنظام ما جعل سكان العاصمة يضجون من مساوئهم.
موقف محمد علي ازاء الجيش القديم
قلنا ان محمد علي باشا قابل هذه الركة بالحلم والاناة ورجاحة العقل، وقد استغلها لخدمة مشروعه في انشاء جيش على الطراز الحديث قوامه النظام والطاعة، ذلك انه بادر الى اظهار استيائه مما احدثه الجنود المتمردون، وقرر دفع تعويض لجميع التجار الذين نهبت دكاكينهم ، وعهد بتقدير ذلك الى السيد محمد المحروق كبير التجار، ودفعت الحكومة فعلا التعويضات لمن وقع بهم النهب والاعتداء، فلهج الشعب بالثناء على محمد علي باشا وسخطوا على الجنود المتمردين، وكان في هذا العمل اكبر دعاية للنظام الجديد، واخذ الباشا يهيئ الوسائل لادخال ذلك النظام، ولكنه لم يبدا به الا سنة 1820، وهذا يدلك على اناته وبعد نظره، وقد مهد لذلك بتشتيت الجنود غير النظامية واخراجهم من العاصمة حتى لا يكون احتشادهم فيها مدعاة لتمردهم وتجديد الفتن، فوزعهم على الثغور الواقعة على البحر الابيض المتوسط كرشيد ودمياط، وبعض البلاد القائمة على فرعي النيل، ولكيلا يسبق الى قلوبهم انه يقصد تشتيتهم او معاقبتهم امر بان يرافقهم في معسكراتهم الجديدة بعض ابنائه كطوسون باشا واسماعيل باشا، ورؤساء جنده مثل محو بك وغيره، وامر باقامة ثكنات في البلاد التي اعدها لاقامتهم.
رواية الجبرتي
قال الجبرتي في هذا الصدد: “وفي عاشر محرم سنة 1231 – 12 ديسمبر سنة 1815 – رجع الباشا من غيبته من الاسكندرية، واول ما بدا به اخراج العساكر مع كبرائهم الى ناحية بحري وجهة البحيرة والثغور، فنصبوا خيامهم بالبر الغربي والشرق تجاه الرحمانية، واخذوا صحبتهم مدافع وبارودا والات الحرب، واستمر خروجهم في كل يوم، وذلك من مكايده معهم، وابعادهم عن مصر جزاء فعلتهم المتقدمة، فخرجوا ارسالا، واستهل شهر ربيع الاول سنة 1231 وفيه سافر طوسون باشا واخوه اسماعيل باشا الى ناحية رشيد، ونصبوا عرضيهما عند الحماد وناحية ابي منصور، وحسين بك دالي باشا وخلافه مثل حسن اغا ازرجنلي ومحو بك وصاري جله وحجور بك جهة البحيرة ، وكل ذلك توطين وتلبيس للعساكر بكونه اخرج حتى اولاده العزاز للمحافظة، وكذلك الكثير من كبرائهم الى جهة البحر الشرقي ودمياط.
وقال عن بناء الثكنات للجنود الذين شتتهم محمد علي بالاقاليم: “ان الباشا امر ببناء مساكن للعسكر الذين اخرجهم من مصر بالاقاليم يسمونها القشلات بكل جهة من اقاليم الارياف لكن العساكر المقيمين بالنواحي لتضررهم يسمونها القشلات بكل جهة من اقاليم الارياف لكن العساكر المقيمين بالنواحي لتضررهم من الاقامة الطويلة بالخيام في الحر والبرد واحتياج الخيام في كل حين الى تجديد وترقيع وكثير خدمة، وهي جمعة قشلة بكسر القاف وسكون الشيلن، وهي في اللغة التركية المكان الشتوي، لان الشتاء في لغتهم يمسى قش بكسر القاف وسكون الشين، فكتب مراسيم الى النواحي بسائر القرى بالامر لهم بعمل الطوب اللبن ثم حرقه وحمله الى محل البناء، وفروضا على كل بلد وقرية فرضا وعددا معينا فيفرض على القرية مثلا خمسمائة الف لبنة او اكير بحسب كبر القرية وصغرها، فيجمع كاشف الناحية اكثر او اقل، ويلزم بضربها وحرقها ورفعها واجلهم مدة ثلاثين يوما وفرضوا على كل قرية ايضا مقادير من افلاق النخل ومقادير من الجريد ثم فرضوا عليهم ايضا اشخاصا من الرجال لمحل الاشغال والعمائر يستعملونهم في نقل ادوات العمارة في النواحي حتى الاسكندرية وخلافها، ولهم اجرة اعمالهم في كل يوم لكل شخص سبعة انصاف فضة لا غير، ولمن يعمل اللبن اجرة ايضا، ولثمن الافلاق والجريد قدر معلوم لكنه قليل”.
البدء في تنفيذ المشروع
عاد محمد علي الى تحقيق مشروعه سنة 1820، فاعتزم فتح مدرسة حربية في اسوان لتخريج ضباط الجيش، وكان من الضروري لادخال النظام الجديد ان يختار ضباطا ومعلمين على بصر باساليب ذلك النظام، ولا مندوحة ان يكونوا من الاوروبيين، لان هذه الاساليب كانت مجهولة في الشرق الى ذلك الحين، وقد وجد محمد علي عضدا كبيرا في ضابط فرنسي عظيم من ضباط الامبراطورية النابليونية وهب نفسه لخدمة مصر وتقدمها، وهو الكولونيل سيف الذي عرف بعد ذلك بسليمان باشا الفرنساوي، فاليه يرجع الفضل الاكبر في معاونة محمد علي ومؤازرته في تاسيس الجيش المصري على النظام الجديد، بحيث صار يضارع ارقى الجيوش الاوروبية. وبرهن في ميادين القتال على انه لا يقل عنها ردية وكفاية.
الاحتلال البريطاني
وكانت هذة بداية فحسب فقد تدهورت أحواله بعد ان تم اتفاقية بين الدول الكبرى مثل بريطانيا وغيرها مثل فرنسا والدولة العثمانية إلا أن حدث تقليص للجيش المصرى وحجم مصر ومن ثم ظل التدهور في قطاع الجيش حتى ان جاء الاحتلال البريطانى لينهى على الجيش المصرى ولم يخدم الجيش المصرى اثناء الاحتلال سوى سلطة الاحتلال فقط وساعدم في الحروب العالمية الأولى والثانية وقمع المتظاهرين وحماية الملك. ولم يشارك الجيش بعدها في حرب إلا حرب فلسطين في منتصف القرن الماضى وكاد ان ينتصر انتصار حاسما لولا انكشاف ظهرة الجيش الاردنى بقيادة غلوب باشا ومـُني الجيش المصرى بهزيمة ثم انسحاب تام. وظهرت بعدها عدة قضايا اثارها قادة الجيش مثل الاسلحة الفاسدة التى كانت حاشية الملك استوردتها من اجل حرب اليهود في أرض فلسطين ولم يوضع لها حد.
بعد ثورة 1952
وجاءت ثورة الضباط الاحرار المصرية والتي قامت بطرد الملك من البلاد وطالبت برحيل بريطانيا التى نفذت هذا بعد 4 سنوات وتولى اعضاؤها الحكومة
فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر بدأ يتحالف مع القوى الشرقية لاستيراد الاسلحة التى رفض الغرب امداده بها وعلى رأسهم أمريكا و بريطانيا
وبالفعل تم استيراد الاسلحة المطلوبة عن طريق تشيكوسلوفاكيا كوسيط بين مصر والاتحاد السوفيتي وكان الجيش في حالة إلى حد ما مقبولة لكن جاءت حرب السويس (العدوان الثلاثي) مما أضر بالجيش الناشىء.
وقام عبد الناصر بمساعدة ثورة اليمن مما أضاف عبئاً وتشتيتاً على الجيش المصري، إلا أنه حرر اليمن من ربقة التخلف، وخلق حليفاً يـُعتمد عليه على باب المندب.
حرب اليمن
حرب 1967
وجاءت طامة حرب إسرائيل على مصر في 5 يونيو 1967 (نكسة يونيو) ودمر الجيش المصرى إلى حد كبير وسلاح الطيران كليا واحتلت شبه جزيرة سيناء من قبل اليهود كما تم أيضا احتلال هضبة الجولان بالقطاع السوري.
وجاءت فترة على مصر والمجهود الحربى وكانت مصر تستورد الأسلحة والخبراء الروس من روسيا أو الاتحاد السوفيتي وبعض الدول من الكتلة الشرقية حينذ ودارت معارك سميت بحروب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل وهى عبارة عن الدخول في معارك قصيرة المدى يتم من خلالها توجيه الضربات الموجعة للعدو من اجل استنزاف قوته.
الرئيسان السادات ومبارك
حتى قامت مصر بتحريك العملية السياسية المتوقفة عندما قامت بشن حرب في 6 اكتوبر 1973 ذات تخطيط عبقرى اذهل العالم بقوة مصر وجنودها ورجالها استعادت مصر خلالها نحو 10% من شبه جزيرة سيناء وحطمت خط بارليف واستولت عليه وهو الذى كان مدعاة فخر للقوات الاسرائيلية واستولت على جميع نقاطه الحصينة و هزمت إسرائيل و بعد هذه الضربة بخمس سنوات اتخذ الرئيس محمد انور السادات خطوات نحو السلام وذهب في مبادرة تاريخية إلى تل أبيب والقى خطبة من اعظم الخطب في تاريخ الامة العربية الحديث واستعادت مصر سيطرتها على سيناء بالكامل عند تحرير مدينة طابا.
ولم تدخل مصر حرباً منذ اتفاقية السلام وهي تبذل جهودا في العسكرية لتقوى وجودها ونفوذها في المنطقة.
وكان للجيش المصرى الدور الرئيسي عندما التحم مع الشعب عندما قامت ثورة 25 يناير 2011 واستطاع ان يحافظ على البلاد وكافة ثروات وابناء مصر .
وحبا الله مصر بعد 25 يناير بالزعيم القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى حمل مسئولية بلاده امام الخونة والعملاء من الاخوان المسلمين الذين باعوا البلاد لمن كان يدفع لهم فجأة زأر الاسد المصرى الذى قاد البلاد الى الخلاص من الاخوان واعادها للمصريين فى ثورة الشعب المعروفة بثورة 36 يونيو والتى اعقبها احداث 3 يوليو وهو اليوم الذى استرد فيه الزعيم السيسي مصر من العملاء واعادها للمصريين تحت قيادته والان اصبح فى مصر جيشا هو الاقوى فى الشرق الاوسط ورقم 14 على العالم وتصنف فيه بعض الاسلحة التصنيف الاول على العالم
فتحية للقوات المسلحة ورجالها وشهدائها وشهداء الشرطة وتحيه للرئيس القائد الذى خلص مصر من الاخوان وعملائهم من الارهابيين حيث تعقبهم حتى قضى عليهم بسيناء