البدع ضلالات وطامات .. بقلم الكاتب/ محمـــد الدكـــروري

 البدع ضلالات وطامات .. بقلم الكاتب/ محمـــد الدكـــروري

 

إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين، ثم أما بعد ويمتاز شهر شعبان بإقترابه من شهر القربات والطاعات ويمهد لإستقبال شهر رمضان المبارك وهو كذلك موسم له فضل، فإن من فضل شهر شعبان أن الأعمال ترفع فيه إلى الله تعالى، وأيضا كثرة صيام النبي صلى الله عليه وسلم فيه.

وكذلك غفران الذنوب في ليلة النصف من شعبان، وأما الحكمة من صيام شهر شعبان؟ فقد قال ابن رجب رحمه الله صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة بل قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط، ولكن ما هي أحكام ليلة النصف من شعبان؟ فقال شيخ الإسلام ابن باز كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله وربما صامه إلا قليلا، وأما الحديث الذي فيه النهي عن الصوم بعد إنتصاف شعبان فهو صحيح، كما قال الشيخ الألباني، والمراد به النهي عن إبتداء الصوم بعد النصف أما من صام أكثر الشهر أو الشهر كله فقد أصاب السنة، ولكن كيف يجمع بين حديث “إذا انتصف شعبان فلا تصوموا” 

وحديث “أنه صلى الله عليه وسلم يصل شعبان برمضان؟ وهل يستحب تخصيص يوم النصف من شعبان بالصوم؟ فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تخصيص اليوم الموافق للنصف من شعبان بالصوم فمكروه لا دليل عليه، وكذلك حكم الإحتفال بليلة النصف من شهر شعبان؟ قال شيخ الإسلام ابن باز رحمه الله من البدع التي أحدثها بعض الناس هي بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان وتخصيص يومها بالصيام وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، وكما عن حكم تخصيص ليلة النصف من شهر شعبان بالصلاة والصيام؟ فقال شيخ الإسلام ابن باز ما ورد في فضل الصلاة فيها فكله موضوع.

وإن من البدع والأحاديث الواهية عن ليلة النصف من شعبان فإن أولها هو بدعة الصلاة الألفية وهذه من محدثات وبدع ليلة النصف من شعبان وهي مائة ركعة تصلي جماعة يقرأ فيها الإمام في كل ركعة سورة الإخلاص عشر مرات وهذه الصلاة لم يأتي بها خبر وإنما حديثها موضوع مكذوب فلا أصل لهذا فتنبهوا عباد الله من البدع والضلالات، ومن ذلك أيضا هو تخصيص ليلة النصف من شعبان بصلاة ونهارها بصيام لحديث ” إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها” وهذا حديث لا أصل له، وكما ان من البدع أيضا صلاة الست ركعات في ليلة النصف من شعبان بنية دفع البلاء وطول العمر، والاستثناء عن الناس وقراءة سورة يس والدعاء، فذلك من البدع والمحدثات المخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، 

وقال الإمام الغزالي في الأحياء وهذه الصلاة مشهورة في كتب المتأخرين من السادة الصوفية التي لم أري لها ولا لدعائها مستندا صحيحا من السنة إلا أنه من عمل المبتدعة، وقد قال أصحابنا أنه يُكره الإجتماع على إحياء ليلة من مثل هذه الليالي في المساجد أوفي غيرها”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى