الدكروري يكتب : عن تمتع الطفل بالحق في التعليم

الدكروري يكتب : عن تمتع الطفل بالحق في التعليم

 

الحمد لله بلطفه تنكشف الشدائد وبصدق التوكل عليه يندفع كيد كل كائد، ويتقى شر كل حاسد، أحمده سبحانه وأشكره على جميع العوائد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له في كل شيء آية تدل على أنه الأحد الواحد، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، جاء بالحق، وأقام الحجة على كل معاند صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه السادة الأماجد والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد لقد اهتمت معظم وثائق حقوق الإنسان بحق الطفل في نيل حد أدنى من التعليم، واعتبرت هذا الحق من الحقوق الأساسية للطفل، فالمبدأ السابع من إعلان حقوق الطفل لسنة ألف وتسعمائة وتسعة وخمسون ميلادي، ينص على تمتع الطفل بالحق في التعليم، ويكون التعليم مجانيا وإلزاميا على الأقل في مراحله الأولى.

على نحو يرفع ثقافته وينمي قدراته وحسن تقديره للأمور وشعوره بالمسئولية لكي يصبح عضوا مفيدا في المجتمع، وتعتبر مصلحة الطفل العليا هي المبدأ الذي يسترشد به المسئولون عن تعليمه وتوجيهه وفي طليعتهم والده وكما تعالج المادة الثالثة عشر من العهد الدولي للحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية لسنة ألف وتسعمائة وست وستون ميلادي، حق كل طفل في الحصول على حد أدنى من التعليم، كما تنص على جعل التعليم الإبتدائي إلزاميا وإتاحته مجانا للجميع، وكما أن من الحقوق للطفل في الإسلام هو حق الطفل في اللعب فقد أثبتت دراسات علم النفس الإجتماعي أهمية اللعب للأطفال، فاللعب يهيئ للطفل فرصة فريدة للتحرر من الواقع المليء بالإلتزامات والقيود والإحباط والأوامر والنواهي.

كما يهيئ للطفل فرصة إكتساب معارف جديدة، ويتمثل ذلك بإكتشاف الطفل للعلاقات السببية بين الفعل ورد الفعل أو بين ما يقوم به وما يترتب عليه من نتائج، فضلا عن أنه يسمح له بالتخلص ولو مؤقتا من الصراعات التي يعانيها والواقع أن الشريعة الإسلامية كانت سباقة قبل غيرها في إقرار هذا الحق للطفل، فقد أمرت الشريعة بهذا الحق صراحة ودعت المسلمين ليس فقط إلى إقرار حق الطفل في اللعب، بل أيضا دعت الكبار لمشاركة الصغار في ألعابهم، وقد أورد علماء الحديث نصوصا كثيرة في كتبهم تحت عنوان “استحباب التصابي مع الولد وملاعبته” تفيد أن اللعب مع الأطفال من الأمور المستحبة في الشريعة الإسلامية، وقد أقرت إتفاقية حقوق الطفل حق الطفل في اللعب، وهو الحق الذي سبق أن أقرته الشريعة الإسلامية منذ وقت طويل للطفل. 

فالمادة واحد وثلاثون من الإتفاقية تنص على طتعترف الدول الأطراف بحق الطفل في الراحة ووقت الفراغ ومزاولة الألعاب وأنشطة الاستجمام المناسبة لسنه والمشاركة بحرية في الحياة الثقافية وفي الفنون” إذا نجد أن الإسلام قبل غيره اهتم بهذا الجانب في حياة الطفل، وحسبنا حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت “كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقمعن منه فيسربهن إلي فيلعبن معي” وتوضح السيدة عائشة رضي الله عنها، ذلك الجانب في شخصية الصغير في حديث رؤيتها الحبشة وهم يلعبون والرسول صلى الله عليه وسلم يسترها بردائه بقولها “فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى