نافدة الحياة .. الزهرة العناق

الكتاب نافدة الحياة لا يعبرها إلا من اختاروا طريق العلم.حين تقسو ظلمات الجهل على العقول، تبقى الكتب ممرا سريا لا يعبره إلا من صفى قلبه وشحذ بصره لرؤية ما وراء السطور.
الحرف ليس حبرا يغمر بالعين، بل مفتاح يشرع أبواب الإدراك لمن أراد الانفكاك من قيود الاعتياد. ليس كل من ساروا في الطابور سيبلغون النور، إنما ذاك الذي غاص في العمق، و ألقى عن كاهله أثقال السطحية، واستيقظ على حقيقة ذهبية أن الفكر لا يمنح، بل يغنم بالسعي.
الكتاب سلاح من الطراز الفريد و العالي، لا تسمع له ضوضاء ولا تخشى طلقاته، لكنه يشق دروبا في هندسة العقل، يعيد تشكيل الأفكار، ويفتح مسارات جديدة لا تراها العيون السطحية.
ليس كل من حمل جسدا قويا يملك قدرة العبور، فالهندسة الحقيقية تبدأ من الداخل، حيث تبني الحروف جسورا بين الجهل والمعرفة، وتسقط الأسوار التي تعزل الفكر عن الحرية.
وحده من أجاد تسليح ذهنه بالوعي، وأتقن فن قراءة ما وراء السطور، يغدو قادرا على الخروج من زحام العابرين إلى فضاء الفاهمين
بين طيات الكتاب تنبض أرواح العارفين، يتسلحون بوهج الحداثة، وهندسة العقل المبدع، حيث يبنى الفكر على أسس من الوعي الإنساني السليم.
هناك، تتكامل المعارف لتصقل النفوس، فيصبح العقل قنديلا لا ينطفئ، يضيء الدروب مهما اشتدت العتمة.
أما من ارتضى سجن الجهل، فينزوي في ظلام خافت المعالم، يغرق في بحر من ضياع الهوية، عاجزا عن الإمساك بأطراف النور الذي لا يراه إلا من أطلق لعقله العنان و عانق سلاح الحكمة.