الدكـــروري يكتب: لجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد عن أنس بن مالك رضي الله عنه وكان صبيا قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا فأرسلني يوما لحاجة فقلت والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم فخرجت حتى أمرّ على الصبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، قال فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنيس هل ذهبت حيث أمرتك؟
قال قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله قال أنس والله لقد خدمته تسع سنين، ما علمته قال لشيء صنعته لما فعلت كذا؟ أو لشيء تركته هلا فعلت كذا” رواه مسلم، وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه “كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه” رواه مسلم، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة النساء حتى بلغت ” فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا” قال فرأيت عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان” رواه البخاري ومسلم، وعن عبد الله رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء” رواه أبو داود.
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال عطش الناس يوم الحديبية وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إناء يتوضأ منه إذ جهش الناس نحوه، فقال مالكم؟ فقالوا ما لنا ما نتوضأ به ولا نشرب إلا ما بين يديك، قال فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في الإناء ودعا بما شاء الله أن يدعو، وقال “حي على الوضوء والبركة من الله” قال جابر فلقد رأيت الماء يجري من تحت يده، فتوضأ الناس وشربوا، فجعلت لا آلو ما جعلت في بطني منه، فعلمت أنه بركة، فقيل لجابر كم كنتم يومئذ؟ قال ألفا وأربعمائة” رواه البخاري، وكان النبي صلى الله عليه وسلم حتى قبل الرسالة يعرف في قومه بالأمين أي رجل الصدق والوفاء في أقواله وأفعاله وأخلاقه وسلوكه، وشهد له بذلك العدو قبل الصديق.
ولا أدل على ذلك أنه حين أُمر بالهجرة من مكة إلى المدينة وأراد مفارقة البلد التي عاش فيها جعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه في بيته ليردّ الودائع التي كانت عنده لأهلها، وقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ” كنا إذا اشتد البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه” رواه أحمد، وسأل رجل البراء رضي الله عنه أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين يا أبا عمارة ؟ فقال البراء لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر، ولكن الناس تلقتهم هوازن بالنبل فانهزموا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل على العدو بوجهه على بغلته البيضاء وهو يقول “أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ” متفق عليه.