إنما النساء شقائق الرجال .. الكاتب / محمـــد الدكـــروري

 

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، ثم أما بعد أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فهي وصية الله للأولين والآخِرين، كما قال تعالى ” ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله ” يوضح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في جملة بلاغية أن النساء يماثلن الرجال في القدر والمكانة، ولا ينتقص منهن أبدا كونهن نساء، فيقول صلى الله عليه وسلم ” إنما النساء شقائق الرجال ”

ولكن في هذا العصر الذي تكالبت فيه قوى الظلم والبغي والعدوان للنيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنجد الدعوات الصارخة من الحاقدين الحاسدين على الإسلام، والجاهلين بأخلاقياته وآدابه، لمساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات دون تفضيل، بل وتمييز المرأة أحيانا بأمور كثيرة عن الرجل، وذلك بدعوى أنهم في القرن الحادي والعشرين، يريدون أن يتقدموا بمثل هذه الأساليب البعيدة عن الإسلام وقيمه ومبادئه وتعاليمه، وكذبوا ظنا منهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان منذ أربعة عشر قرنا، فالحضارة الآن في نظرهم هي التقدم والرقي ومحاكاة الغرب في جميع أفعالهم وأحوالهم، يريدون بالمرأة أن تخرج من خدرها، كي تلتهمها الذئاب البشرية، وهم أول من يريدون التهامها، والهتك بعرضها.

ولكن هيهات هيهات، وأين الثرى من الثريا، فقد جاء الإسلام الحنيف محافظا على المرأة، آمرا إياها أن تلتزم بيتها، وإن خرجت تخرج في إطار ما سمح لها به الشرع، وكما جاء الإسلام كذلك ناصرا للمرأة في كل أحوالها وأعمارها، فقد كرمها الإسلام أُما، وكرمها زوجا وكرمها طفلة غير أن الذي يلفت النظر بصورة أكبر في رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء هو جانب التطبيق العملي في حياته صلى الله عليه وسلم فلم تكن هذه الكلمات الرائعة مجرد تسكين لعاطفة النساء، أو تجمل لا حقيقة له، بل كانت هذه الكلمات تمارس كل يوم وكل لحظة في بيته صلى الله عليه وسلم وفي بيوت أصحابه رضوان الله عليهم، فبهذه الصورة الميسرة حول تكريم الإسلام للمرأة، يتحدى كل مسلم موحد بالله تعالى العالم أجمع

أن يأتي لنا بموقف من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم آذى فيه امرأة أو شق عليها، سواء من زوجاته أو من نساء المسلمين، بل من نساء المشركين، ويكفي أن نتأمل بعض مواقفه صلى الله عليه وسلم مع النساء لندرك مدى رحمته صلى الله عليه وسلم بهن، فأحيانا تخطئ زوجته صلى الله عليه وسلم خطأً كبيرا، ويكون هذا الخطأ أمام الناس، وقد يسبب ذلك الإحراج له، ومع ذلك فمن رحمته يقدّر موقفها، ويرحم ضعفها ويعذر غيرتها، ولا ينفعل أو يتجاوز، إنما يتساهل ويعفو، فلن ننسي موقف السيدة عائشة رضي الله عنها عندما كسرت الإناء بالطعام، التي أرسلته السيدة أم سلمة للنبي صلي الله عليه وسلم وهو في بيتها، فلقد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الموقف ببساطة.

وجمع الطعام من على الأرض، وقال لضيوفه كلوا، وقد علل غضب زوجته بالغيرة في بعض الروايات الأخرى، فقال ” غارت أمكم” ولم ينسي أن يرفع قدرها فأي رحمة هذه التي كانت في قلبه صلى الله عليه وسلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى