الدكـــروري يكتب: توفير الأمن والسلام والسعادة والخير للبشرية

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على خاتم النبيين محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد عندما اشتد أذي كفار قريش علي أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم الذين دخلوا في دين الله تعالي، أذن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم، للمؤمنين بالهجرة أولا إلى الحبشة حيث كان يحكم فيها ملك نصرانى عادل، وقد سمح للمسلمين اللجوء إلى بلاده فعاش المسلمون الأوائل في بلاده في أمان، وكان بعد ذلك وإزاء هذه الظروف والإبتلاءات في مكة أذن الله تعالى، لأتباع النبى صلى الله عليه وسلم، الهجرة إلى المدينة المنورة، فلم يكن أمام المسلمون آنذاك إلا أصعب الحلول ألا وهو ترك الأهل والديار، والبحث عن وطن جديد يؤويهم، وقد يكون أقرب وصف لوضع المسلمون حينئذ هو اللاجئون بلغة عصرنا هذا.
وكان بدء خروجهم إلى يثرب، وهو الإسم السابق للمدينة المنورة قبل الهجرة، في مطلع السنة الثالثة عشرة للبعثة النبوية الشريفه، إلا أن هروب المسلمون لم يعجب قريش التي لم تكفي أذاها وأبت أن تترك المسلمون في سلام فأخذت تطاردهم حتى قتلت من قتلت ومنعت البعض من أخذ أموالهم وممتلكاتهم وعملت على تضييق الخناق عليهم بشكل عام ولذلك كان خروج المسلمون من مكة يتم في الليل وفي تخفي خشية من قريش حتى لا تمنعهم من الهجرة، وليسلموا من أذاها حقنا لدمائهم وحتى يتمكنوا من إقامة شعائر دينهم والحياة في سلم، ثم هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى يثرب في العام الثالث عشر بعد بدء رسالته، وعندما وصل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة التي أحسن أهلها المسلمون، وهم يسمون الأنصار، إستقبال اخوانهم المهاجرين.
كان كل تركيزه في بناء مجتمع إسلامي قائم على المؤاخاة والسلام، فأول ما فعله الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، هو بناء المسجد النبوي الذي لم يكن موضعا لأداء الصلوات فحسب بل كان بمثابة جامعا يتلقى فيها المسلمون تعاليم الإسلام مباشرة من الرسول، كما ألف الرسول بين مختلف قبائل يثرب وعلى الأخص بين قبيلتي الأوس والخزرج، التي لطالما كانت تفتتها الحروب والنزعات في عصر الجاهلية قبل الإسلام، ومع توثيق الرسول لقواعد المجتمع الإسلامي الجديد، ومع توثيق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لقواعد المجتمع الإسلامي الجديد، بعد هجرته الشريفه من مكه إلى المدينه، وكانت بإقامة الوحدة العقائدية والسياسية والنظامية بين المسلمين، وقد رأى صلى الله عليه وسلم، أن يقوم بتنظيم علاقاته بغير المسلمين.
وكان همه في ذلك هو توفير الأمن والسلام والسعادة والخير للبشرية جمعاء، مع تنظيم المنطقة في وفاق واحد، فسن رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ذلك قوانين السماح والتجاوز التي لم تعهد في عالم مليء بالتعصب والتغالي، وكان أقرب من كان يجاور المدينة المنوره، من غير المسلمين هم اليهود، فعقد معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، معاهدة سلام وحرية عبادة ودفاع مشترك، ولم يتجه الرسول إلى سياسة الإبعاد، أو المصادرة والخصام ولم تكن فكرة الحرب مطروحة، فحينما وصل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، للمدينة المنورة، قام ببعض الأعمال الأساسية والمهمة، فقد بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، المسجد النبوي الشريف، وكان ذلك طوال مدة مكوثه صلى الله عليه وسلم، عند الصحابى الجليل أبي أيوب الأنصاري، وقد قال الواقدي إن المدة كانت سبعة أشهر، وقال غيره إنها كانت أقل من شهر، وقد قيل غير ذلك.