أثر تشجيع رسول الله لأصحابه بالقتال.. الكاتب / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الرحيم الرحمن، علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدي والفرقان، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله سيد ولد عدنان، صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون، وعلى آله وأزواجه وخلفائه وجميع أصحابه ومن تبعهم بإحسان ثم أما بعد، ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن غزوة بدر الكبري، ولقد كان لتشجيع رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه أثر كبير في نفوسهم ومعنوياتهم، فقد كان يحثهم على القتال ويحرضهم عليه، ومن ذلك قوله لأصحابه قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فقال عمير بن الحمام الأنصارى يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال نعم، قال بخ بخ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما يحملك على قول بخ بخ؟
قال لا والله يا رسول الله، إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال فإنك من أهلها، فأخرج تمرات من قرنه وهى جعبة النشاب فجعل يأكل منه، ثم قال لئن أنا حييت حتى آكل تمراتى هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل، ومن تشجيعه أيضا أنه كان يبشر أصحابه بقتل صناديد قريش، ويحدد مكان قتلى كل واحد منهم، كما كان يبشر المسلمين بالنصر قبل بدء القتال فيقول أبشر أبا بكر، ووقف يقول للصحابة “والذى نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة” وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالنصر فقال ” اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادّك وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتنى” وقبل وصول قريش إلى بدر بعثت عمير بن وهب الجمحي.
للتعرف على مدى قوة جيش المدينة، فدار عمير بفرسه حول العسكر، ثم رجع إليهم فقال ثلاثمائة رجل، يزيدون قليلا أو ينقصون، ولكن أمهلونى حتى أنظر أللقوم كمين أو مدد، فضرب في الوادى حتى أبعد، فلم ير شيئا، فرجع إليهم فقال ما وجدت شيئا، ولكنى قد رأيت يا معشر قريشٍ البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم، والله ما أرى أن يُقتل رجل منهم حتى يقتل رجلا منكم، فإذا أصابوا منكم أعدادكم، فما خير العيش بعد ذلك، فروا رأيكم، ولكن أبا جهل رفض العودة إلى مكة بدون قتال وأصر على المضى لقتال المسلمين، ولما وصل جيش مكة إلى بدر دب فيهم الخلاف وتزعزعت صفوفهم الداخلية، فعن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال لما نزل المسلمون وأقبل المشركون، نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إلى عتبة بن ربيعة وهو على جمل أحمر، فقال إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر، إن يطيعوه يرشدوا، وكان عتبة يقول يا قوم أطيعونى في هؤلاء القوم فإنكم إن فعلتم لن يزال ذلك في قلوبكم، ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه وقاتل أبيه، فاجعلوا حقها برأسى وارجعوا، فقال أبو جهل انتفخ والله سحره، أى بمعنى جبن، حين رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، إنما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أكلة جزور لو قد التقينا، فقال عتبة “ستعلم من الجبان المفسد لقومه، أما والله إنى لأرى قوما يضربونكم ضربا، أما ترون كأن رؤوسهم الأفاعى وكأن وجههم السيوف” واستفتح أبو جهل في ذلك اليوم فقال اللهم أقطعنا للرحم، وآتانا بما لا نعرفه
فأحنه الغداة، اللهم أينا كان أحب إليك وأرضى عندك فانصره اليوم، فنزلت في ذلك الآية ” إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغنى عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين”