الإهمال وعامل الوقت .. بقلم الكاتبة/د. لبنى يونس

 

بعدين اصرح لها بحبي .

بعدين اهتم بصحتي .

بعدين العب رياضة .

بعدين احل مشاكل الشغل .

بعدين اشوف طلبات البيت .

بعدين اتصل بامي وابويا اطمن عليهم

اصالحهم واطيب خاطرهم بكلمتين

بعدين اذاكر . بعدين اخد كورسات .

بعدين ، و بعدين وبعدين ،،،،

احلام و امنيات و اهداف والتزامات مؤجلة …

تحت بند ،،،،، انا ماليش مزاج . انا كسلان ، مش وقته ،،،،

تعالوا نتكلم بصراحة في موضوع إهدار الوقت ….

الوقت أو الزمن هو عمرك هو حياتك كإنسان، لا تستطيع استعادتة ، أو إرجاعه أو حتي جزء منه ، أو زيادته، ومن ثم فهو رأسُ مال الحياة وأساسُها، وبالتالى وجب استغلال كل لحظات الحياة والانتفاع بها، حتى تصير لحياتك قيمة ، فبدون

حرصنا على الوقت، لن نحرص على الحياة ذاتها، فالأوقات التى لا تستطيع الاستفادة منها هى تلك التى تشكل تاريخ حياة غير ذى قيمة،

وقد حرص ديننا الحنيف على بيان قيمة الوقت ، فقال سبحانه وتعالى : «والعصر. إن الإنسان لفى خسر» والعصر هو الزمن، ولا يقسم المولى إلا بما هو ذو قيمة ، والخسر الذى بينه المولى هو فقدان قيمة الوقت بعدم استثماره بما يعود عليه بالفائدة وعلى مجتمعه، ومن جانب السنة النبوية فقد ورد فى صحيح سنن الترمذى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلَم: (لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَى يُسْأَلَ عَنْ.. عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ…).

و الوقت هو الأمر الوحيد الذى يمتلكه جميع البشر بالقدر نفسه من دون أى زيادةٍ أو نقصان لأى شخص؛ بغض النظر عن عمر الإنسان ومتى يولد أو متي يموت

إلا أنه كل انسان يملك أربعا وعشرين ساعة فى يومه الواحد، ولكن الفرق الوحيد بين الناس هو كيفية استغلالهم لهذا الوقت ،

وكيفية استغلاله وتنظيمه، فتنظيم الوقت هو سر النجاح فى الحياة، فإذا تتبعنا حياة المشاهير والعلماء ومن تميزوا فى هذه الحياة نجدهم يحرصون على مسألة تنظيم أوقاتهم واستغلاله الاستغلال الصحيح و الأمثل، بكل ما هو مفيد ونافع،

فهو عامل من عوامل نجاح المؤسسات التجارية والمصانع والدول والمشروعات

وتؤكد الأبحاث التى تعالج الوقت وتأثيره على التكلفة، فى الخطط التى تعالج إنشاء المشروعات وتنفيذها، والتى أفضت إلى أن عدم تنفيذ الأنشطة فى وقتها المخصص لها سيزيد من التكاليف، والتى ستخفض ربحية المشروع ، وبالتالى أصبح من أهم بنود علم إدارة المشاريع والذى فيه تُدار الموارد البشرية والمادية المرتبطة بعنصر الوقت من أهم الدراسات التى يتلقاها ويتدرب عليها المتخصصون،

و ايضا يجب التفريق بين الأوقات العادية لتنفيذ النشاط ، والأوقات المعجلة، والأوقات الحرجة التى لا يمكن فيها التأخير فيما يُسمى بالأنشطة الحرجة.

 

والوقت أو التاريخ الذى لا يعنى شيئا هو الوقت الذى يمر من عمر الإنسان أو من عمر الأمم دون تحقيق أدنى فائدة منه، أو دون الاستفادة به ،

ويمر عبثا و يُحسب من الحياة، ولا يعود، وكونه لا يحمل مضمونا أو تحقيق مصلحة أو منفعة مرجوة ، فهو لا وجود له فى تاريخ الإنسان إلا بحسبه قيمة مفقودة، وهذا الأمر تحديدا تعانى منه بعض البلاد النامية

ويندرج تحت هذا الاهدار للوقت

ما تم التعبير عنه من الأكاديميين بالفساد الإدارى بحسب أن ضياع الوقت هو جزء رئيسي من منظومة الفساد الإدارى فى الأروقة الحكومية.

ويمكننا القول أن مواجهة الفساد الإدارى بالدول يستوجب إعادة مناقشة القوانين التى تختص بهذا الجزء وصياغة التشريعات وحسن اختيار القيادات.

ونستطيع أن نقول :

استغلال عنصر الوقت هو كيفية تنظيمنا له وعدم اهداره ، وكيفية إدارتنا لحياتنا، وكيف يتسنى لنا أن نضع فواصل بين العمل والراحة و الإنتاج والاستهتار ، وبين الدراسة والتعلم والتطوير والترفيه ، وبين النمو والثبات .

وأرى أن الأجهزة الإعلامية عليها دورا كبيرا و بارزا فى تثقيف المجتمع فى كيفية استغلاله لعنصر الزمن،

حتى لا تضيع حياتنا دون فائدة أو نتيجة مرجوة ، ويصبح تاريخنا لا يحمل شيئا ذات قيمة نتركها لمن بعدنا من الأجيال القادمة .كما ترك لنا من سبقونا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى