آثار الفراغ الذي تعيشه الفتاة .. بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الحمد لله الذي خلق البشر وأمر بطاعته كما أخبر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم العلن والمخبر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله ربه إلى الأسود والأحمر، صلى الله وسلم عليه ما بزغ نجم وظهر وعلى آله وأصحابه الميامين الغرر، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المستقر أما بعد أختي الكريمة يا حارسة الفضيلة إعلمي أن الفتاة المسلمة تقاس في مجتمعها بيسرتها العطرة الندية التي هي خالية من أي شائبه تشوبها ولو من بعيد، تنأي بنفسها وبحيائها بيعدا عن مواطن الشبهات وأماكن العبث واللهو، تعرف جيدا ما يريدون هولاء الماكرين فتصنع لنفسها درع من التقوي والعفاف والحياء من خلال طاعتها لربها، ومن أسباب الدخول في هذا هو الفراغ الذي تعيشه الفتاة، فالنفس إن لم تشغليها بالطاعة شغتلك بالمعصية، فتبدأ النفس في التحدث إليكي ماذا أصنع.
فغالب الشباب الأن ماذا يصنعون في فارغهم، فهم جالسين في مقاهي الإنترنت والإستراحات لتبادل الرسائل، ولعب البلوت او إدمان مشاهدة القنوات الفضائية والعكف عليها ليلا وبالنهار نائمين، والدوران في الشوارع وفي المراكز التجارية وكثرة المعاكسات والتحرشات، فإياكي والفراغ، والتصفح في الشبكة وأدمان الحديث في الشات والماسنجر، وكما أن من أسباب الدخول في هذا هو الفراغ الذي تعيشه الفتاة، هو السماح للنفس بمشاهدة الأفلام الساقطة والمسلسات الماجنه والكليبات التي تحتوي داخل أفكارها علي شياع الفاحشة وأنتشارها، حتي إذا جائتك في يوم فعل مقارب ألفت عليه عينك فعلتيه بدون تردد، كالتي أستئنست مشاهدة أختلاط الرجال بالنساء في المسلسات ومشاهدة المناظر الخليعه بينهم، فعندما تكون في الجامعة أو السوق.
وأتاها شاب ليتحدث ويعاكسها لم ترفضه لأنها ألفت ذلك من قبل، وكما أن من أسباب الدخول في هذا هو الفراغ الذي تعيشه الفتاة، هو رفقة السوء من صاحبات السوء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل” فلذلك يا أختي الكريمة أنتي لا ترضين بنفسك أن تعيشي في مكان وحل ضيق ملىء بالقاذورات والأوساخ وذلك تكريما لجسدك وتطهيرا له وكذلك لأنك فطرت على حب النظافة والحسن وترك القبيح وكذلك نفسك وروحك فطرت على حب الخير وعلى الطيب من الأقوال والأخلاق لا خبيث الأقوال والأخلاق، فالنفس أكثر ما تتأثر بمن تصاحب فإن صاحبت ساقطة تعودت على مخالفة الفطرة التي قد تؤثر على روحك الزكية فتصبح روحا شريرة وإذا خالطت من تخالط الرجال غير المحارم لها وتعاكس عبر الهاتف.
تصغر المعصية في عينيك فأنت تتأثرين وتستهونين المعصية وهكذا حتى تجرك إلي بحر الرذيلة بعد بحر الطهر والعفاف، وتقول فتاة كانت لي صاحبة وفي يوم أتصلت علي وقالت لي سوف أرسل إليكي جهازي لتحملي عليه نسخة ورد وأكسل وبور بوينت، فأعطتني جهازها وقمت بالتحميل وأثناء التحميل دخلت علي ملفات الجهاز بالداخل، فوجدت أغاني وصور خليعه وغيرها، فوسوست لي نفسي أن أشغل بعض منها فسمعت أغنية هزت مشاعري وكياني، فعكفت عليها أسمعها مرة وأثنين حتي نسختها عندي، حتي صرت مدمنة للأغاني وبعدها جرتني الأغاني إلي العشق والحب والغرام والتحدث مع الشباب في المسنجر وعلي الهاتف حتي أشعر بما أسمعه وأطبقه، هذا كله بسبب صديقة سوء، فأنظري إلي من تصاحبي وإياكي والغفله عن هذا الأمر.
وكما أن من أسباب الدخول في هذا هو الفراغ الذي تعيشه الفتاة، وهو غض البصر عن النظر للرجال، فقال تعالي ” وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ” وإياكي والنظر إلي الرجال سواء بشهوة أو بغيرها، وعليكي أن تعفي عينيكي عن النظر إليهم فإنها مفسدة والنظرة سهم مسموم من سهام إبليس عليه لعنه الله تعالي، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم “إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العينين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تتمنى وتتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه” ومن أثر شهوة هو أطلاق النظر فيصبح صاحبة أسير، فإن الأسير أسير شهوته فهو كما قيل طليق برأي العين وهو أسير ومنها أنه يخلص القلب من سكر الشهوة ورقدة الغفلة، فإن إطلاق البصر يوجب إستحكام الغفلة عن الله تعالي والدار الآخرة ويوقع في سكرة العشق وسكر العشق أعظم من سكر الخمر.